مهرجان سالونيك السينمائي في اليونان، يحتفي هذا العام بطبعته الخامسة والخمسين.
على مدى أكثر من نصف قرن، اعتبر هذا المهرجان الحدث الثقافي الرئيسي في مدينة سالونيك اليونانية وتكتسي دورته الحالية أهمية مضاعفة لتزامنها مع الإحتفال بمائوية السينما اليونانية.
يقول ديميتريس ايبيديس-مدير المهرجان:“السينما التي نقدمها هنا تهدف إلى توعية الناس بكل اتجاهات هذا الفن، نأمل أن يؤدي ذلك مستقبلا إلى خلق جيل جديد من السينمائيين. جميع الأماكن مليئة بالناس هذا العام. أنا منبهر بذلك، إنها مفاجأة بالنسبة لي. هناك أرضية مشتركة بيننا وبين الجمهور ولدينا وجهة النظر ذاتها”
المهرجان يكرم هذا العام المخرج الأمريكي من أصل ايراني رامين بحراني، وهو من أبرز المخرجين المستقلين في الولايات المتحدة.
فيلمه الأخير “99 منزلا“، يتطرق إلى التجاهل الكبير للإنسان في ظل النظام الرأسمالي.
لكن ما يعني أن تكون مستقلا؟
يقول المخرج رامين بحراني:“أعتقد أنه من الصعب أن تكون مستقلا في حياتك، ليس كمخرج فحسب بل كإنسان أيضا،
لأن العالم يملي عليك طريقة تصرفك وطريقة تفكيرك ويحدد لك أهدافك منذ ولادتك إلى نهاية طريقك. أعتقد أن الحياة تقول لك دائما لا.. وإذا كنت شخصية مستقلة فستقول أنت .. نعم”
تكريم آخر سيحظى به في هذا المهرجان، المخرج والناشط السياسي الصربي جيلمير جيلينيك، الذي يعتبر السينما أداة لمعرفة الناس.
هذا المخرج أنجز منذ العام 1967 حوالي خمسين فيلما وكرس كل تجربته السينمائية لاستكشاف حياة الإنسان اليومية.
يقول المخرج جيلمير جيلينيك:“بالنسبة لي، انجاز فيلم هو عملية تعلم كما ترون.
طاقم العمل والكاميرا هما في الواقع مفتاح لفتح العديد من الأبواب. فأنا لم أكن لأعرف طبيعة الناس والمجتمع بهذا العمق لو لم أصبح مخرجا سينمائيا.”
مائة وخمسون فيلما تعرض خلال هذا المهرجان من بينها أربعة عشر فيلما تتنافس على جائزة المهرجان الكبرى وهي جائزة الكسندر الذهبية.
“النرويج” هو أحد الأفلام اليونانية المشاركة في المسابقة الرسمية، وهو فيلم سريالي مع لمسة من السخرية السوداء. قصته تدور حول مصاصي دماء مختلفة جدا عما نراه في الأفلام الأخرى.”
مخرجه يانيس فيسليميس يقدم لنا المزيد من التفاصيل:“حاولت بطريقة ما خلق مصاصي الدماء تختلف عن غيرها. أعني أنها تتمتع بكل خصائص الرجل اليوناني المعاصر. إنه مصاص دماء من البلقان. يتصرف خارج ارادته ويكون دائم النشاط ويتحرك دون هوادة لكنه لا يشبه أبدا مصاصي الدماء التي تقدمها لنا التقاليد القوطية.”
يقول يورغوس ميتروبوليس – يورونيوز:“سالونيك تعيش على إيقاع المهرجان على مدى عشرة أيام كاملة، يلتقي خلالها مخرجون من العالم أجمع.
ورغم الإقتطاع من ميزانية المهرجان وغياب نجوم كبار عن دورته الحالية، فإن كل تذاكر الأفلام بيعت، لأن الناس هنا يريدون التمتع بسينما جيدة”