يعتبر الباجي قائد السبسي، المولود في 1926 أحد رموز نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس بقبضة من حديد من بين 1956 و1987. كما كان رئيسا للبرلمان بين 1990 و1991 في عهد زين العابدين بن علي وشغل حتى 2003 عضوية اللجنة المركزية لحزب “التجمع” الحاكم في عهد الرئيس زين العابدين بن علي. فمعارضوه يقولون عنه “ إنه يمثل النظام القديم” ويعتبرونه “خطرا على الديمقراطية وعلى الثورة” وهو من” أزلام العهد البائد” .
أما السبسي وهو الذي تولى مناصب بينها وزارات الداخلية والدفاع والخارجية من قبل . فيقول : إن حزبه الذي أسسه في 2012 نداء تونس لم يضمّ اليه مسؤولين تولوا حقائب وزارية في عهد بن علي أو “التجمّعيين الذين عندهم مشكلة مع القضاء”. وصرح بأن المنتمين السابقين لحزب التجمع “يبقون مواطنين ولهم حق المشاركة في الحياة السياسية لبلادنا. وحرمانهم من هذا الحق يشبه انتزاع الجنسية منهم”.
في مطلع شباط/فبراير 2011، عاد الباجي قائد السبسي الى السياسة التي هجرها قبل عشرين عاما بعدما تم تعيينه رئيسا للحكومة خلفا للمستقيل محمد الغنوشي. وبقي في هذا المنصب حتى نهاية 2011 تاريخ تسلم حركة النهضة الإسلامية الحكم إثر فوزها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011.
وكانت تلك أول انتخابات حرة وديموقراطية في تاريخ تونس.وكان السبسي زكى قبل انتخابات 2011 إسلاميي حركة النهضة حيث قال “ إن“الاسلام لا يتعارض مع الديمقراطية” وأن حزب النهضة التونسي “ليس مثل الآخرين”. قبل أن يتراجع في ما بعد عن ما أسماه “ بالخطأ” الذي ارتكبه في تاريخ حياته السياسية معتذرا للتونسيين. وكان السبسي ينحي باللائمة على النهضة بسبب ما اعتبره “تراخيا منها في التعامل مع عنف مجموعات إسلامية متطرفة ظهرت بعد الثورة”
“نداء تونس، حزب الباجي قائد السبسي سرعان ما فرض نفسه على الساحة السياسية وحلّ الأول في الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2014. ويضم هذا الحزب يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب “التجمع” الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حيث تم حلّ هذا الحزب بقرار قضائي في مارس 2011.
في 2013 نزل حزب نداء تونس بثقله في احتجاجات وتظاهرات طإلب بالإطاحة بحكومة “الترويكا” التي كانت تقودها حركة النهضة, وذلك إثر اغتيال قيادي معارض للإسلاميين وكان تأسيس نداء تونس أدخل البلد في مرحلة استقطاب ثنائي في معركة كسر عظم بين الإسلاميين والعلمانيين.
التونسيون يأملون في أن تطوي الانتخابات بشكل نهائي صفحة الماضي الدكتاتوري والحزين والمؤلم الذي عاشته تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وحتى الإطاحة في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.أما دستور تونس الجديد الذي تم إقراره مطلع العام الحالي فقد منح صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان مقابل صلاحيات محدودة للرئيس.