غزة– وطن للأنباء– عمر فروانة: "لا قيمة للحياة عندي بعد استشهاد والدتي وأهلي"، قال الشاب عز الدين بريكة (26 عامًا)، وهو يسرد الفاجعة التي حلت بعائلته لـ وطن للأنباء، حيث قضت قوات الاحتلال الإسرائيلي في هجومها الأخير على القطاع، على جميع أفراد عائلته بعد قصفها بيتهم.
وعز الدين هو الشاب الناجي الوحيد من بين عائلته بعد تدمير منزلهم على رؤوس ساكنيه في مدينة خان يونس، الذين استشهدوا، وهم: والدته وشقيقاه وزوجة شقيقه وطفلتان لها، علمًا بأنها كانت حاملًا.
يقول عز الدين لــ وطن للانباء: بدأت المأساة في آخر أيام شهر رمضان، حيث استهدفت سيارة كانت قريبة من العمارة التي كنا نقطنها، وكنت أصطحب عائلتي إلى بيت جدي بمنطقة بعيدة عن المكان المستهدف.
ويشير إلى أنه بعدها بيومين، ليلة قدوم عيد الفطر، أصرّت والدته على العودة لمنزلها، ولحق بها أشقاؤه وزوجة شقيقه إلى شقتهم، بينما بقي وحده عند بيت جده.
وفي صبيحة أول أيام العيد، استيقظ على نبأ قصف منزل العائلة، كما تلقى اتصالًا يفيد باستشهاد أفراد عائلته وعلى الفور توجه إلى المستشفى ليشاهد جثث عائلته وآخرين يقطنون في نفس العمارة.
وقال عز الدين إن 17 فردًا من عائلة أبو معمر استشهدوا بعد رحيلهم من منطقة خزاعة التي شهدت أحداثًا ساخنة، وعلى أثرها لجؤوا إلى المبنى الواقع وسط المدينة.
ولفت َ إلى أنه كان الوحيد الذي يعيلُ عائلته، كما كان يتكفل بإيجار المنزل، لأن شقيقهُ الكبير يعاني إعاقة في يده وقدمه، بينما الأصغر عمره 17 عامًا.
وقال عز الدين إن والدته كانت أصيبت بجلطة حادة، ما دفعه للخوف على حياتها وإبعادها عن مناطق الخطر.
بينما يعيش والد عز الدين بعيدًا عنهم، حيث تزوج من امرأة أخرى ولا يعيل العائلة.
وأوضح عز الدين أنه "كان يعمل ويخاطر بحياته من أجل إسعاد أهله ويحلم بأن يشتري لهم بيتًا, لكن بعد موتهم لا يحلم بتحقيق أي شيء".
ويقيم حاليًا في غرفة بمنزل عمه الذي كان ملكًا لجده المتوفى منذ زمن بعيد.
من جهته، قال ابن عمه محمد بريكة (20 عامًا) الذي يلازمه في حياته، إن عز الدين أصبح منطويًا بعد فقدان أمه وعائلته، مشيرًا إلى أنه كان يولي لهم كل أوقاته.
- See more at: http://www.wattan.tv/ar/tv/126315.html#sthash.uKkVaFMq.dpuf