السياحة في أوجها هذه الأيام في عاصمة إقليم كتالونيا، فالسواح يأتونها من كل حدب وصوب، غير أن هذه الشهرة العالمية لا تروق بجميع السكان المحليين، الذين بدؤورا يتذمرون من العدد الهائل للسياح الذين يأتون أفواجاً أفواجاً، بل موجات متتالية.
المدينة المتوسطية طالما كانت الوجهة المفضلة في أوروبا، إلا ان شهرتها طارت في السنوات الأخيرة مع قدوم السياحة عبر الانترنيت، والتي تجاوزت الشكل التقليدي المعتمد أساساً على وكالات السياحة والفنادق، ليصبح الخواص يستأجرون شققهم للسياح، وأشهر هذه المواقع “ إربي أن بي”. إذ بفضل هذه المواقع تدنى سعر الايواء مع مالكين خواص الذين يحولون مساكنه لشقق سياحية، الكثير منهم يعملون بطريقة غير شرعية. وأكثر من هذا في بعض المناطق من المدينة يتجاوز عدد الشقق المؤجرة، عدد الفنادق، ما أدى إلى تهاطل منقطع النظير على المدينة.
المواطنون في العاصمة الكتالونية يشتكون ليس فقط من كثرة عدد السياح، بل من السلوكات المنحرفة لبعض هؤلاء، والتي تعكر السير الحسن للحياة العادية للأفراد، خاصة السهرات غير المنتهية طوال اليل في الطرقات، مع كثرة استهلاك الكحول الذي يؤدي إلى كسر الهدوء في الأحياء الشعبية.
تقدر الاحصائيات عدد الوافدين على برشلونة بـ7.5 ملايين سائح يقضي ليلة على الأقل في هذه السنة، و هذا أربع مرات عدد سكان برشلونة. وتعتبر السياحة حيوية للاقتصاد المحلي، إلا أن الكثير من الناس يرون أن الامر تجاوز الحد، ويجب ضبطه ووضع أطر لهذا المشكل المعقد، الذي صار مصدراً للفوضى.