احتفل الجزائريون من كلّ الأطياف السياسية بالذكرى 63 لانطلاق اول رصاصة مهدت للكفاح المسلح وتحرير الجزائر من ربقة الاستعمار الفرنسي. هذه الذكرى التي تصادف الفاتح من نوفمبر-تشرين الثاني كانت بداية ثورة المليون ونصف المليون التي ادهشت العالم وأجبرت فرنسا على وضع حدّ لاحتلال دام أكثر من 132 عاما.
في العام 1954 من القرن الماضي أيقن الشعب الجزائري أنّ الخلاص من فرنسا لن يتحقق إلاّ بالكفاح المسلح بعد تنصل الاحتلال الفرنسي من وعوده الكاذبة بمنح الجزائريين استقلالهم ومواصلته في “صبغ” الجزائر بألوانه الاستعمارية محاولا طمس الهوية الجزائرية.
Hommage à ceux qui ont donné leur vie
Pour une #algerie libre ❤#اول_نوفمبر_ثورة_الاحرار #اول_نوفمبر #نوفمبر_حكاية_ثوره #الجزائر #DZ pic.twitter.com/zNIsRwioLQ— D❤Z (@BrknDoudou) 1 novembre 2017
ولوضع حدّ لكلّ أشكال الظلم والقهر والتسلط التي عاشها الجزائريون، تمّ التحول إلى الكفاح المسلح والثورة الشاملة، وتمّ تحديد يوم 1 نوفمبر-تشرين الثاني 1954 موعداً لبدء الثورة الجزائرية المظفرة، وهو اليوم الذي يصادف عيد القديسين لدى الفرنسيين حيث أطلقت “المنظمة السرية” التي سُميت باللجنة الثورية للوحدة والعمل برئاسة الراحل محمد بوضياف الثورة، وقد أعلنت أهدافها في الاستقلال الوطني وإقامة دولة جزائرية ذات سيادة واحترام الحريات دون تمييز ديني أو عرقي.
وفي ليلة الفاتح من نوفمبر-تشرين الثاني فوجئت السلطات الاستعمارية بوقوع سلسلة من الهجمات المسلحة قام بها الثوار الجزائريون واستهدفت المنشآت والمراكز العسكرية الفرنسية في كامل أنحاء البلاد، وكان تلك الشرارة الأولى لحرب التحرير التي استمرت سبع سنوات ونصف السنة.
Triste réalité
#algerie #اول_نوفمبر #الجزائر#ManhattanAttack #Manhattan #Manhatan #NewYorkAttack #Paris #RMAD #ronaldo #Messi https://t.co/WuHQbQlRTi— Salmi Hayet (@Salmi_Hayet) 1 novembre 2017
وجاء رد السلطات الاستعمارية آنذاك أنّ تلك العمليات التمردية ستجابه بالحرب، وبادرت الحكومة الفرنسية بإرسال قوات المظليين الفرنسيين التي ارتكبت أبشع الأعمال الإجرامية ضد الشعب الجزائري، فدمرت قرى بكاملها، ورحّلت الآلاف من السكان ومارست أفظع عمليات التعذيب.
كان عدد القوات الفرنسية في الجزائر عند بداية الثورة حوالي (50) ألف جندي، فلم تستطع حماية نفسها، فطلبت التعزيزات حيث قام المجاهدون في اليوم الأول للثورة بأكثر من خمسين هجومًا وسيطروا على منطقة الأوراس كاملاً.ارتفع عدد القوات الفرنسية في الجزائر بعد ثلاثة شهور من الثورة إلى ثمانين ألفًا،
ولم تثنِ قوة فرنسا وجيوشها عزيمة الثورة الجزائرية التي انتشرت في معظم انحاء الوطن وتوالت الانتصارات سياسيا بعد نجاح “مؤتمر الصومام” في 20 آب-أغسطس 1956، ومثلت فيه جميع الولايات الجزائرية حيث اتخذ خلاله عدة قرارات هامة منها إقامة المجلس الوطني للثورة وتنظيم جيش التحرير.
وقد بادرت جبهة التحرير الجزائرية باستعدادها لإجراء مفاوضات مع فرنسا من أجل وقف القتال، لكن فرنسا رفضت تلك المبادرة وزادت من عديد قواتها إلى أكثر من نصف مليون جندي وقامت بعشرات الهجمات واسعة النطاق من خلال مشروعي “شال” و“موريس“، وهي الهجمات التي لم يتراجع أمامها جيش التحرير الجزائري الذي وسّع عملياته إلى الأراضي الفرنسية وقام بتدمير مستودعات بترولية ضخمة.
#اول_نوفمبر#نوفمبر_حكاية_ثوره#ذكرى_اندلاع_الثورة_الجزائرية
#الجزائر#Algérie#1Novembre1954
Femmes martyrs de la révolution Algérienne pic.twitter.com/QTp0044qyS— Ilhem (@Xilhemkz) 1 novembre 2017
أصبحت القضية الجزائرية مشكلة بالنسبة لفرنسا وتمّت مناقشتها في الأمم المتحدة حيث حازت على التعاطف الدولي على حساب تآكل الهيبة الفرنسية عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وتشكلت حكومة جزائرية مؤقتة في 19 سبتمبر-أيلول 1958 برئاسة عباس فرحات، ولم يمض شهر واحد على تشكيلها حتى اعترفت بها 14 دولة.
وفي نوفمبر-تشرين الثاني 1959 أعلن الرئيس الفرنسي السبق شارل ديغول عن قبول فرنسا للمفاوضات بأسلوب غير مقبول، إذ أعلن أنه على ممثلي المنظمة الخارجة على القانون والمتمردين على فرنسا أن يأتوا إليها، فأعلنت الحكومة الجزائرية المؤقتة أنها كلفت الزعماء الجزائريين المختطفين في فرنسا بإجراء المفاوضات حول تقرير المصير، وهو الأمر الذي رفضه شارل ديغول.
وفي مارس-أذار 1962 تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيش الفرنسي وجبهة التحرير الجزائرية، ثم جرى استفتاء في الفاتح يونيو-تموز 1962 على استقلال الجزائر جاءت نتيجته 97.3% لمصلحة الاستقلال. وتمّ إعلان الاستقلال في 5 يونيو-تموز من نفس السنة، وقامت الدولة الجزائرية.