رضا فخار من الرباط: في البدء كانت الإيماءات لغة لتواصلنا، وبعد أن بدأوا في عزف إيقاعاتهم الإفريقية تجاوزنا الحاجة إلى تواصل مباشر، أصبحت الموسيقى فضاءا لتواصل لا حدود له، هكذا كان لقاءنا بمجموعة النصر بمدينة الرباط، لقد اكتشف أعضاء هذه الفرقة أنه عبر الموسيقى بإمكانهم تجاوز الإعاقة.
مجموعة النصر مكونة من مجموعة شباب لا يتكلمون ولا يسمعون، ذوو احتياجات خاصة، ما يجمعهم هو ولعهم بالإيقاعات كيفما كان لونها، ينطلقون بصممهم في ضربات الطبول بأحجامها المختلفة، أو يرقصون على نغمات "الذبذبات" ليس إلا. في بدايتهم كانوا يعتمدون الإيقاعات المغربية التقليدية، كناوة على وجه الخصوص، غير أنهم ما لبثوا أن غيروا وجهتهم نحو أذغال إفريقيا للا ستلهام من إيقاعات الزنوج حيث الموسيقى طقس لحضرة من نوع خاص. يقتصرون على الطبول مع ضرورة الرقص والعزف على أرضية خشبية، حيث أنهم يحسون بالعزف على شكل ذبذبات صوتية ترتطم بأجسادهم فيستجيبون من خلال الرقصات.
خلال لقاءنا بهم، تم التواصل عبر مدير الجمعية الذي كان يترجم لغة الإيماءات إلى كلام مسموع، وكنا نقوم بتصوير الحوار على صوت السيد ناصر الحامد، إحدى مؤسسي الجمعية أيضا. لاحظنا رغبتهم في التواصل، في فتح الأبواب وفي التأكيد على أنهم يحسون الموسيقى التي يعزفون، وأنهم يشتغلون لتطوير آدائهم وفرجتهم. في حديثنا معهم يتأكد لنا مرة أخرى أن الفنون تتجاوز كل لغات التواصل في العالم، حيث يستطيع هؤلاء على الرغم من إعاقتهم في الوصول إلى الجمهور والتجاوب معه.
تأسست الجمعية سنة 1990، وجاءت للعمل على إدماج هؤلاء الشباب بطرق مختلفة، غير أن الموسيقى كانت هي معبرهم لتجاوز إعاقتهم، الآخر يبدو قريبا عندما نتجاوز لغة الكلام، عندما نخاطب مشاعره وذاته العميقة عبر إيقاعات موسيقية، لقد قامت المجموعة بعدد كبير من العروض عبر مدن المغرب، و كان دائما لقاءا ناجحا، حيث تم استقبالهم كل مرة بحفاوة، إنها طريقة أخرى لإدماج المعاقين.