في عام ِ1981 قامت إسرائيل بعمليةِ أوبرا أو بلادِ بابل نفّذت من خلالِها غاراتٍ جوية ً على مفاعلِ تموزَ النووي العراقي، وذلك عبرَ ثماني طائرات إف 16 و إف 15 ، وخلالَ دقائقَ أصبح المفاعلُ العراقي أثراً بعد عين .. فالاستراتيجية ُالإسرائيلية قائمة ٌعلى الضرباتِ الاستباقيةِ الوقائية، وكانت تخشى إسرائيل من القوةِ العسكريةِ العراقيةِ المتنامية في ذلك الوقتِ من أنْ تشكلَ خطراً يهددُها على الرغم ِمن كونِ العراق آنذاك يخوضُ حرباً ضروساً مع إيران .
مع فارق ِالوقتِ والظروفِ تعاودُ إسرائيلُ اليومَ شنَّ غاراتٍ في العراق، ولكنَ الهدفَ العسكري ليس عراقياً، وإنما الهدفُ المقصودُ وللمفارقةِ هو لمن كان عدواً للعراق ِيوماً ما.. صحفٌ إسرائيلية أوردت أنَ القصفَ طال للمرةِ الثانيةِ معسكراً إيرانياً شرقَ بغداد في شكلٍ يُوحي باتساع ِدائرةِ الأهدافِ الإسرائيلية , فقد اعتدْنا خلالَ الفترةِ الماضية أنْ تستهدفَ تل أبيب معسكراتِ إيران وميليشياتِها في سوريا .. وفيما تنفي حكومة ُبغداد تلك الروايةَ تقولُ المصادرُ الإسرائيلية إنَ الأهدافَ التي قصفتْها تعودُ لصواريخَ بالستية كانت معدةً لنقلِها إلى حزبِ الله في لبنان، وهنا نتساءلُ:
- ماهي الرسائلُ التي تريدُ إسرائيل توجيهَها ؟ وهل قررت خوضَ حرب ٍمفتوحةٍ مع إيران؟
هل تمتْ تلك الغاراتُ بالتنيسق ِمع الولاياتِ المتحدة التي تملأ ُطائراتُها سماءَ العراق؟ ومن هي باقي الأطراف المتعاونة في هذا الموضوع؟
- ما هو موقفُ واشنطن إذا ما علمْنا أنها كانت سابقاً تغطي وتدعمُ معاركَ ميليشيا الحشدِ "الإيرانيةِ الولاءِ" ضدَ تنظيم ِداعش؟
- ماذا عن حكومةِ بغداد هل تملكُ من أمرِها شيئاً لإنقاذِ العراق ِالمرتهنِ عسكرياً وسياسياً لطهران؟ أم ستحتفظ ُبحق ِالردِ في الزمانِ والمكان ِالمناسبين على طريقةِ نظام ِالأسد؟
تقديم: أحمد الريحاوي
ضيوف الحلقة:
د. عمر عبد الستار – المختص بالشؤون الدولية – اسطنبول – dtl
د. صبحي ناظم توفيق - المحلل العسكري والاستراتيجي- اسطنبول
عدنان السراج - رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية - بغداد
يوني بن مناحم – المحلل السياسي الإسرائيلي – القدس