اشترك في قناة اورينت : http://goo.gl/oYUIq7
#أورينت #العراق
(( تُظهِر الصورُ الواردة من العراق أن هذا البلدَ عصيٌ على مشاريعِ التفتيت و التقسيم .. الحشودُ تتزايد يوماً بعد آخر .. تَنشُد عراقاً حراً .. تَهتف مرددةً :أنعل أبو إيران لأبو ذيولها .. مشهدُ أهلِنا في العراق اليوم يُثلج صدرَ كلِ عربي .. يُشعرك أنَ العراقَ الذي ظننته بعيداً غارقاً في حضنِ الملالي .. صار يقترب .. و أنت تقترب منه ..
اليوم يؤكد العراقيونَ أكثرَ من أيِ وقتٍ مضى بأنه لا تراجع .. و أنه لا قوةَ قادرة على إجهاضِ ثورتِهم .. ولا شيءَ يُعيدهم إلى بيوتِهم ..ولا القمع يمكن أن يوقفَ الناس .. يهتفون بأعلى صوتِهم : لاتراجعَ ولا استسلامَ و لاتفاوض .. حتى لو قتلتم الملايين .. و لو اصطبغت مياهُ دجلة و الفرات بدماءِ العراقيين .. سنبقى مستمرين .. حتى ولو كانت التغطيةُ الإعلامية شحيحةً وقلت حماسةُ الإعلاميين .. لاتراجعَ .. قبلَ أن يعودَ العراقُ كريماً سيداً للعراقيين ..
اليوم مازالت تُسفك دماءُ أبناءِ بلاد الرافدين على يدِ إيران و أذنابِها .. القتلى بالعشرات و الجرحى بالآلاف .. في شوارعِ بغداد و الناصرية و البصرة وغيرِها من المدن العراقية ... في كربلاء القمعُ على أشُدِّه .. لم يكن يتوقعُ عملاءُ طهران أن تباغتَهم الانتفاضةُ في معاقلِهم .. ظنوا أنهم لن يُهزموا .. فأكد المتظاهرونَ نبضَهم العراقي .. وهُويتَهم الأصيلة .. و أنهم فوقَ كلِ الانتماءات الدخيلة و الارتهان للخارج .. فأنزلوا علمَ إيران عن قنصليتِها في كربلاء .. و رفعوا علمَ العراق ..
اليوم .. و بالرغم من القتلِ و العنف إلا أنَ ثورةَ أهلِنا العراقيينَ تزداد .. و تشتعل أكثرَ من السابق بكثير و تعم العراقَ كلَه .. وصارَ على شيعة اليمن و لبنان و العالمِ العربي كلِه أن يتعظوا من هتافاتِ العراقيينَ ضد إيران و أذنابِها و من حصارِهم لمقراتِها و رفعِهم علمَ بلادِهم فوق سفاراتِها .. فالنظامُ التوسعي في طهران نشر كراهيتَه في قلوبِ ملايين العرب ..و الأوطانُ لاتموتُ من ويلاتِ الحروب لكنها تموتُ من خيانةِ أبنائِها ..
- هل أدركت إيران الآن أن العراقَ هدفٌ صعبُ المنال ؟ و أنه لقمةٌ كبيرة على حلقِها ؟ أم أنها لن تخرجَ حتى ولو اضطُرت لحرقِ العراق بمن فيه؟
- ماذا بعد سفك هذه الدماء ؟ و إلى متى سيستمر ؟ وهل حكومةُ عادل عبد المهدي راسخة بعد هذه العاصفة ؟
و لماذا صمتَ الجميعُ عن ما يجري في العراق ؟ لماذا لا تُوجد هناك إداناتٌ من واشنطن ومن الدولِ الفاعلة لما يجري في العراق ؟أين دورُ المجتمعِ الدولي ؟ أين هي جامعةُ الدول العربية المتخاذلة التي هاجت و ماجت عندما تدخلَ الأتراكُ في سوريا ؟ لماذا مثَّلت الآن دورَ الميت مع الشعوب العربية و هي تشاهدهم يُقتلونَ بدمٍ بارد ؟
- لماذا يُخذَلُ العراقيون ؟ لماذا تُخذل الثورةُ العراقية ؟ لماذا بقي الإعلامُ ينتقد لسنواتٍ النفوذَ الإيراني في العراق ، و اليوم عندما ثارَ العراقيونَ أشاحَ كاميراتِه و شاشاتِه عنهم و لم يجدوا الدعمَ و لا الاهتمام ؟ لماذا جاءتِ التغطيةُ خجولةً بلا لونٍ و لاطعمٍ ولا رائحة ؟ لماذا جاءت التغطية بيدٍ مرتجفة متخاذلة ؟ كأنها لاتريد أن يذهبَ العراقُ إلى آخرِ المشوار في سعيِه نحو الحريةِ و الكرامة ؟ ))