نور على الدرب: عصمة الأنبياء في تبليغهم عن الله والرد على من أنكر حديث الذباب - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

Tawheed 2020-10-29

Views 3

نور على الدرب: عصمة الأنبياء في تبليغهم عن الله والرد على من أنكر حديث الذباب - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول (ز. ع. ع) سوداني مقيم في الرياض، أخونا يسأل عن مجموعة من القضايا من بينها هذه القضية يقول: سمعت من عالم إسلامي يقول: إن الرسول ﷺ يخطئ! هل هذا صحيح؟
وقد سمعت أيضاً أن الإمام مالك رحمه الله يقول: كل منا راد ومردود إلا صاحب هذا القبر.
وهناك مجموعة من القضايا بودي أن أسأل عنها ولاسيما حديث الذباب: إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه؛ لأن في أحد جناحيه داء والآخر دواء، أرجو التكرم بمعالجة هذه القضايا ولاسيما أن هناك أناساً تجرءوا على تكذيب الحديث الأخير الذي ذكرت لكم معناه؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد ﷺ معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من الأحكام، كما قال : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۝ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۝ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۝ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4]، فنبينا محمد عليه الصلاة والسلام معصوم في كل ما يبلغه عن الله من الشرائع قولاً وفعلاً، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم.
وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضاً إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر، وقد تقع الصغيرة لكنه لا يقر عليها بل ينبه عليها فيتركها، أما في أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك كما وقع له ﷺ لما مر على جماعة يلقحون، قال: ما أظنه يضرهه لو تركتموه، فلما تركوه صار شيصاً فأخبروه، فقال عليه الصلاة والسلام: إنما قلت ظناً وأنتم أعلم بأمر دنياكم، أما ما أخبركم به عن الله فإني لن أكذب على الله، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم؛ كيف يلقحون، كيف يغرسون، كيف يبذرون، كيف يحصدون.. إلى غير ذلك من أمور دنياهم، كيف يعمرون مساكنهم.. إلى غير ذلك، وهذا الحديث رواه مسلم في الصحيح.
أما ما يبلغه عن الله من أمور الدين من العبادات والأحكام، هذا حلال وهذا حرام، إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا، أو أن هذا فيه كذا من النفع وهذا فيه من الضرر كذا هذا كله حق، ولا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل هو معصوم في ذلك عليه الصلاة والسلام، فقول من قال: إنه يخطي. بهذا الإطلاق هذا غلط، لا يجوز هذا الإطلاق ولا ينبغي أن يقال هذا الإطلاق.
أما لو قال: إنه قد يقع منه خطأ في أمور الدنيا وينبه على ذلك أو في بعض المسائل المعاصي الصغيرة، هذا قاله جمهور أهل العلم ولكنه لا يقر على الخطأ بل ينبه على ذلك فيبين للناس ما قد وقع من الخطأ، كما قد وقع في مسألة اللقاح، تلقيح النخل فبين لهم عليه الصلاة والسلام أنه قاله عن ظنه لا عن وحي من الله، فبين لهم أنه إذا كان ينفعهم فليعملوه، فعلم بذلك أن أمور الدنيا إلى الناس.
وأما ما يخبر به عن الله أو يجزم به ويقول فيه كذا وكذا، مثلما أخبر عن...

https://binbaz.org.sa/fatwas/7109/%D8%B9%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%BA%D9%87%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%B1-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A8%D8%A7%D8%A8

Share This Video


Download

  
Report form
RELATED VIDEOS