المقدمة: زمن "الحشرة"
وحدَها الساعة تتقدم وما تبقى عقاربُ تلسع في السياسة والإقتصاد وبضريبة مضاعفة
وعملاً بالتوقيت الصيفي فإن الزمن يتطور ستين دقيقة الى الامام لكن بحسب التوقيت السياسي فإن الستين هو لعنة الأيام والاشهر المقبلة وبأحسن أحواله قد يتحول الى تمديد .
وعملا ً بساعة الرمل الانتخابية فقد أصطفت القوى السياسية بعضها خلف النسبية كظل وبعضها الاخر رافض لها من دون إحتساب الزمن الماضي والتجارب التي قادت الى فوضى انتخابية
وأسست لإلغاء قوى ووضعتها في زوايا قانون .
فعبر التاريخ جاءهم الرئيس كميل شمعون بقانون السبعة وخمسين القائم على الاقضية بعد صيغة المحافظات , وحينها كان المسلمون والمسيحون اقطاباً وزعامات يحافظون على صيغة لا طائفية ويتوزعون المقاعد بقيادات حفرت أسمها من الناقورة الى النهر الكبير
ولم يحدث يوماً ان قال المسيحي انه سينتخب مسيحياً او المسلم سيختار عشيرته المسلمة
ولم تكن اي من شرارات الحروب الطائفية قد أندلعت بين الطوائف كانوا يحكمون برضى الناس : كميل وكمال على امتداد جبل لبنان ال الاسعد وعسيران في الجنوب فرنجية كرامي في الشمال صبري حمادة وجوزف سكاف في البقاع وحصة بيروت لصائب سلام وسامي الصلح وبيار الجميل
وعندما أشهر شمعون قانونا الغائيا يحجّم المرشحين ويعيدهم الى قوقعة جغرافية ضيقة كان قد أجهز بصيغته تلك على زعماء من لبنان وحاصر كمال جنبلاط وكل الاخصام فاندلعت الثورة المتزامنة مع أحلاف لبنانية أخذت الشمعونية الى حلف بغداد وبقية القوى الى الناصرية
اليوم يجلسون جلسة شمعون ويوزعون المقاعد لتحجيم الأخصام ورميهم خلف دوائر مغلقة فالرباعية تفصل وتحيّك على مقاس مافيا الحكم لتلغي كل من سيقف في وجهها او يشاركها السلطة وان بشكل نسبي
وباعتراف صانع القوانين الثلاثة جبران باسيل فإنه جاهد لإرضاء الحريري وبري وجنبلاط وحزب الله والقوات أضافة الى أرضاء النفس البرتقالية لكن هل كان هذا المطلوب ؟ وهل لدى الشعب اللبناني خوف وتوجس على الا يرضى زعماؤه ؟ وماذا عن بقية القوى التي إذا حصّلت مقاعد على النظام النسبي ستصبح شريكاً مضارباً للحكم
وإذا كان قانون السبعة وخمسين قد الغى فئات وقسم البلاد فإن قوانين جبران ستعيد التاريخ نفسه تحت شعار التوافق
وهذا التوافق طلقه الرئيس نبيه بري بالثلاثة وتبرأ منه حزب الله وابتعدت القوات عن نسبيته النصفية
اي ان رافضيه هم أنفسهم صانعوه فلماذا أختلط عليهم الامر ؟ ومن أبتدع المختلط ؟ وإذا كانوا سيرفضونه بعد أربعة اشهر من النقاش وتضييع الوقت لماذا أهدروا الزمن النفيس