المقدمة:
تمكّنت بعبدا من تشغيلِ اليدِ السياسية غيرِ العاملة بجدلِ الحوار تحتَ أُبّوةِ سيدِ القصر لكنّ اللقاءَ التشاوريّ وعندما استثنى المعارضينَ وضعَ نقاشاً جديدًا في البلد يتصدّرُه الكتائبُ والنائب بطرس حرب وآخرون وعلى مشارفِ الخميس ألقى رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري أبياتِ شعرٍ في رئيسِ الجُمهورية العماد ميشال عون ورداً على سؤالٍ حولَ انعدامِ وجودِ كيمياءَ بينَهما قال بري: ليس هناك كِذبةٌ شائعةٌ تُعادلُ هذهِ الكِذبة فما بيني وبينَ فخامةِ الرئيس هو اتفاقٌ وتطابقٌ وأكثرُ مِن انسجام هذا الغَزَلُ الإباحيُّ مِن بري لعون يقابلُه هِجاءُ رئيسِ المجلسِ لمساعي وزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل نحوَ تعديلِ قانونِ الانتخابِ لكن هل الدساتيرُ مؤلّهة؟ ولماذا لا يمكنُ تعديلُها إذا كانَ مجلسُ النواب سيتمتّعُ بهذا الوقتِ الوفيرِ المُمدَّدِ مِن الآنَ لغايةِ أيارَ المقبل؟ لا مقدساتٌ ولا نصوصٌ جامدةٌ وجاحدة وتحديداً إذا جاءَت معقدةً على صورةِ قانونِ الانتخابِ الذي استسنسخوهُ مِن صيغةِ الحكومةِ السابقة لكنْ معَ فَقءِ عينِه فالبلادُ بناخبيها ومرشّيحها ستكونُ في أيارَ أمامَ لوحةٍ سُرياليةٍ مِن قانونٍ يَستلزمُ أساتذةَ رياضيات وخبراءَ بعلمِ الصرْفِ الانتخابيِّ والبِطاقةِ وتوزيعِ الحاصلِ و"تحصيلِ وترقيعِ البنطلون" تلكَ الميزة الجديدة التي أضافها الدكتور سمير جعجع بالأمس منتقِداً المعارضة وما سمّاهُ النّعيقَ والزَّعيقَ في إشارةٍ مُضمرةٍ إلى رئيسِ حِزبِ الكتائب سامي الجميل كلُّ هذه الالغام الموضوعةِ ضِمنَ القانونِ غيرُ قابلةٍ للتعديل أو النقاش ويرفُضُ رئيسُ المجلس العودةَ إليها ما يُعيدُنا الى الافكارِ سيئةِ النيةِ بطيبةِ خاطر التي أوردها وزيرُ الداخلية السابقُ مروان شربل عندما أبدى تخوّفَه مِن تأجيلٍ آخرَ في أيارَ من عامِ ألفينِ وثمانيةَ عَشَر وذلك إلى آخرِ العام المقبل كي يتمكّنَ مجلسُ النواب الجديدُ مِن انتخابِ رئيسٍ للجُهورية عامَ ألفينِ واثنينِ وعشرين.