مقدمة النشرة المسائية ليوم الأحد 03-09-2017 مع سمر أبو خليل من قناة الجديد
اتَخذتِ التطوراتُ اليوم مَنحىً كونياً.. ووَزّعت أحداثَها بينَ هيدروجينية كوريا الشمالية وصاروخِ إيران نظيرِ الـ"أس ثلاثمئة" الروسي.. وكوارثِ الغريق والحريق الأميركي.. واستغرابِ سمير جعجع موقفَ حزبِ الله من قافلةِ داعش وإذا كانَ لكُلِ سؤالٍ جواب في تطوراتِ الكون.. فإنّ رئيسَ حزبِ القوات لم يُوفَّق منذُ ثمانٍ وأربعينَ ساعةً إلى الآن بأيِ تفسيرٍ بعد وبمَنطقِ الأسئلة المُستغرَبة التي على جعجع أنْ يُضيفَها إلى ارتكابِ مبادرةِ التفكير هو التالي، وإنْ غَلّبناهُ في الأمر: ما الذي يَدفعُ دولةً كأميركا إلى التدخُّل في قافلةٍ سوريةٍ رُحِّلتْ من أراضٍ سورية إلى مِنطقةٍ سورية؟ وهل يَحُقُّ لروسيا على سبيلِ الافتراض أن تتدخَّلَ في مسارِ باصٍ أميركيّ سيَنتقِلُ من واشنطن إلى نيويورك؟ وإذا كانَ السؤالُ والجوابُ عليه أكبرَ من قُدرةِ التحكُّمِ المروري في معراب.. فما على الحكيم إلاّ أنْ يُعيدَ الاستماعَ إلى كلامِ الرئيس سعد الحريري والناطقِ باللغةِ الفرنسية.. عندما أَعلنَ أنه والرئيس ميشال عون إتَّخذا القرار.. وأنّه رأى في مغادرةِ داعش إلى الداخلِ السوريّ وسيلةً فُضلى ومِن هناك وصُعوداً أو نزولاً إلى دير الزور.. أَصبحَ الأمرُ مسؤوليةً سورية.. وهي مَن سيُقرِّرُ مصيرَهم وليست أميركا ولا حتى حزبُ الله الذي أَثبتَ أنّه يُقاتِلُ ولا يَقتِل.. يَلتزِمُ بنودَ الاتفاقِ معَ أعدائِه، من إسرائيل واتفاقيةِ كشْفِ المصير إلى صفقةِ ترحيلِ الإرهابيين أما الادعاءُ الأميركيّ بمحاربةِ الإرهاب فهو أُكذوبةٌ بين حربين.. إذ تَأذَنُ الولاياتُ المتحدة لدواعش العراق بالانغماسِ في قواتِ سوريا الديمقراطية وتَسمحُ بتهريبِهم.. وتَمنحُ فُرصَ التهريبِ إلى مئاتِ الدواعش نحوَ أوكرانيا ليُصبِحوا بعدَ حين أَحزمةً ناسفة على الخاصرةِ الروسية، وبعضُهم يتكلّمُ لُغتَها فليسَ هناكَ من دواعٍ إلى التفكير.. وليَخرُج سمير جعجع من قوافلِ البَر إلى بواخرِ البحر.. وليُعطِنا وقتاً من تفكيرِه بهدفِ استثمارِه في وقْفِ صفقةٍ لن تَمُرَّ إذا ما شَدَّ وزراؤُه هِمّتَهم وقرّروا التصدّيَ الفِعلي فلبنان في حاجةٍ إلى حرّاسِه الذينَ لا يَنعسون.. وإلى وزرائِه "الأوادم" لتعطيلِ حفلةِ السَرِقةِ الموصوفة إذ تَكشِفُ مصادرُ وزاريةٌ للجديد أنّ دفترَ الشروط المُحال إلى إدارةِ المناقصات جاءَ كالذي سَبَقهُ.. مُفصَّلاً على قياسِ شركةٍ واحدة ولذلكَ فقد أعادتِهُ إدارةُ المناقصات إلى مجلسِ الوزراء باعتبارِه لا يَتناسَبُ وقانونَ المحاسبةِ العمومية وعلى هذه الفضيحة دعا الوزيرُ السابق وئام وهاب الوزراءَ المعترضين إلى الالتزامِ بكلمتِهم وعدمِ السماحِ بتمريرِ صفقةٍ يُسرَقُ منها أكثرُ من نِصفِ مِليار دولار وحذّر وهاب منَ المَسِّ بمديرِ إدارةِ المناقصات جان العِلّية حارسِ المالِ العام.. لأنّ العِلّية لن يكونَ كالقاضي شكري صادر الذي لم يَجِدْ أحداً ليُدافِعَ عنه وعليه فإنّ جلسةَ مجلسِ الوزراء ستكونُ على المِحَك.. الرقابةُ تَرفُضُ دفترَ الشروط.. الوزراء مُوزّعون بينَ معترضٍ ومؤيّد.. والمُفلسونَ في الحُكْم سوفَ يُقاتِلون بحراً وبراً لإنجاحِ الصفقة وإنعاشِ وضعِهم المالي لكنْ هذه المرة هناكَ معارضةٌ من داخلِ مجلسِ الوزر?