من ساحة البرج إلى ساحة الحرية اليكم تاريخ ساحة الشهداء في بيروت التي حضنت " ثورة 17 تشرين "

Al Jadeed TV 2021-04-21

Views 15

منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول، يتوافد اللبنانيون من مختلف المناطق اللبنانية الى ساحة الشهداء التي أصبحت نقطة تلاقي ومساحة تعبير عن صرخة الناس.
فما هو تاريخ "ساحة الشهداء"؟ ولماذا اتخذت هذا الاسم؟
عرفت الساحة بـ "بستان فخر الدين"، الأمير الذي كلَّف مهندسين إيطاليين تشييد قصرمن حجارة قصور خصومه من آل سيفا مسوّرا بحديقة عامرة بأشجار مثمرة. لكن الخلافات السياسية عادت ودفعت أحد ورثة خصومه إلى هدم القصر انتقامًا.
في أواخر القرن الثامن عشر، حكم بيروت أحمد باشا الجزار ورمّم قصر الأمير فخر الدين واتخذ منه برجاً، وقد حاول الأسطول الروسي ضرب المدينة ثم اضطر بعدها إلى إنزال مشاته ووضع مدافعه في الساحة التي تقع قرب البرج، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الناس يطلقون على الساحة إسم "ساحة المدفع".
عام 1831، دخلت قوات إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا إلى لبنان واتخذت من هذه الساحة معسكراً لجيوشه المصرية، ورمَّم البرج القديم وزاد طوله وعرضه، فسمّي "البرج الكاشف".
لكن أهل بيروت سمّوه "برج الكشاف"، ومنهم من سمّوه "برج الكشاش"، لاستعماله في "كش الحمائم" أي طردها باللهجة البيروتية. وعندها عرفت الساحة باسم "ساحة البرج".
لكنّ الحدث المفصليّ في تاريخ هذه الساحة كان عام 1916، عندما أعدم جمال باشا، في 6 أيار 1916، 14 لبنانياً وسوريّاً في الساحة، إثر خسارة الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى، متهماً إياهم بمساعدة الأعداء. فسميت ساحة الشهداء.
وحين وقعت بيروت تحت الانتداب الفرنسي عام 1920 أنشأوا قوساً ليخلّدوا ذكرى الشهداء. ثم أقيم نصباً صخريا نفّذه النحّات يوسف الحويك، عرف باسم " الباكيتان" يمثل امرأة مسلمة وأخرى مسيحية تندبان فوق قبرالشهداء.
هدم النصب بعد الاستقلال وعام 1950م، أمر رئيس الوزارء الراحل رياض الصلح بهدم السرايا، لتوسيع الساحة وإنشاء مناطق تجارية حديثة، فأصبحت ساحة الشهداء قلب بيروت التجاري.

عام 1952 خصصت الحكومة جائزة دولية لوضع تصميم جديد لنصب الشهداء، وتم اختيار تصميما للمهندس سامي عبد الباقي، لكن أزمة 1958 حالت دون إتمام العمل. بعدها كلف مجلس مدينة بيروت البلديّ النحاتَ الإيطالي مارينو مازاكوراتي نحت نصب جديد للشهداء. وأنهى العمل بعد 30 شهراً بإنتاج تمثال يرمز إلى الحرية، تمثلها امرأة ترفع مشعلاً بيد وتحيط بيدها الأخرى شاباً وعلى الأرض أمامها ووراءها شهيدان، ليتم تدشين النصب رسمياً عام 1960، برعاية الرئيس الراحل فؤاد شهاب.
خلال حرب لبنان تحولت الساحة إلى خط تماس لمدة 15 عاماً، وبعد انتهاء الحرب وخلال إعادة إعمار بيروت، أُعيد تأهيل وبناء الساحة وأُنشئ مسجد محمد الأمين غرب الساحة، ثم رمم نصب الشهداء، وعادت الساحة قلب العاصمة بيروت من جديد. وأُقيم فيها عدد من الاحتفالات والمهرجانات الثقافية والفنية.
عام 2005 وإثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري عمت التظاهرات ساحة الشهداء وتوافد اللبنانيون إلى الساحة في شباط وآذار العام 2005، فقرر مجلس الوزراء تسمية الساحة باسم "ساحة الحرية" هذه الساحة التي تستعيد اليوم مساحتها مع آلاف اللبنانيين.

Share This Video


Download

  
Report form
RELATED VIDEOS