يعيش شاب فلسطيني يُدعى أنس اليازجي أوقاتًا صعبة، بعد أن فقد خطيبته قبل أيام قليلة من الزواج نتيجة قصف عنيف على منزلهم. وكان أنس قد أرسل لخطيبته رسالة وسألها عن مكانها وحالها فردت "بخير بس خايفة"، وبعدها سمع صوت غارات جديدة وانقطع الاتصال بخطيبته، ليلقاها بعد 10 ساعات من البحث جثة هامدة تحت الأنقاض. وقد حكى أنس خلال فيديو التقطه المتواجدون حوله أثناء حديثه معهم عن خطيبته وما حدث لها، أنه طلب من خطيبته، وتدعى شيماء أبو العوف، أن تختبأ في مكان آمن بعد عودة القصف الصهيوني مجددًا على قطاع غزة، ولكن هذه الرسالة لم تصل، حيث قصف الاحتلال منزلهم، وأصبحت خطيبته حينها تحت ركام المنزل. ويحكي أنس بابتسامة لم تفارق وجهه: "بقالي سنتين ونص خاطبها، وهي دكتورة أسنان، كنا بنجهز الشقة وعرسي بعد العيد، قصفوا بيتها وقالوا عمارة أبو عوف وقعت، وجيت أبحث عنها، ظليت ساعات طويلة أبحث عنها، كنت راضي، لو كانت شهيدة نحتسبها عند الله والحمد لله على كل شيء، ولو كانت عايشة الحمد لله على كل شيء". وبعد استخراج خطيبته من تحت أنقاض منزلهم، قال أنس خلال الفيديوهات التي انتشرت له، أنه أثناء استخراجها من تحت الأنقاض، ذهب ليلقى نظرة عليها، فوجدها تضحك: "روحت ألق نظرة عليها، وجدتها تضحك، والله قولت لها أنتِ أحسن مني". وبابتسامة مستمرة لم تنقطع طوال الفيديوهات وحديثه عما حدث، في ردة فعل تعكس ما مر به الشاب، قال للمتواجدين: "متفكرنيش أنا مهستر، أنا بكامل وعي الحمد لله، وهذا صبر من الله، غزة كلها رجال، هذا أمر من الله، إنا لله وإنا إليه راجعون"، واستكمل الشاب حديثه محافظًا على ابتسامته.