نور على الدرب: حكم دعاء الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
السؤال: له سؤال ثان يقول فيه: عندنا في بعض المناطق الريفية أناس يعتقدون في الأولياء حسب قولهم، فإذا مرض أي واحد منهم يقطعون من أذن الماعز أو الظأن ويقولون: يا فلان! أي: يدعون الميت أن يشفي هذا المريض، ويذبحون الذبائح ويطلبون أحد القراء يقرأ لهم المولد بعد أكل هذه الذبائح، وبعضهم يذبحون في المقابر، وبعضهم في بيوتهم من أجل هذا الولي الميت بقولهم: أحي المريض، وقد التقيت ببعض هؤلاء الناس وعرفتهم أن هذا العمل غير جائز وأن الله هو الضار والنافع، وأنه هو المحيي والمميت، وهو على كل شيء قدير، فما حكم هؤلاء في هذا الاعتقاد، وما حكم الذين يقرءون لهم الموالد، وما حكم من أكل من هذه الذبائح، أفيدونا وجزاكم الله خير؟
الجواب: هذا عمل خطير وجرم عظيم نسأل الله السلامة، فإن الذبح للموتى، الذبح لأصحاب القبور، ومن يسمونهم بالأولياء، الذبح لهم والتقرب إليهم بالدعاء وطلب المدد كله من الشرك الأكبر، فالذي يذبح لأصحاب القبور وما يسمونهم بالأولياء كـالبدوي والشيخ عبد القادر والحسين وأشباه ذلك، يطلبون المدد، ويطلبون منه العون، يطلبون منه شفاء المرضى، هذا كله شرك أكبر، كله من عمل الجاهلية الأولى، عمل قريش وأشباههم في الجاهلية، هذا شرك أكبر، والذبيحة ميتة لا يجوز أكلها ولا يجوز إقرارهم عليها، بل يجب تنبيههم وإنذارهم وتعليمهم أن هذا منكر، وأن هذا شرك أكبر؛ لأن الله يقول: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول جل وعلا: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162-163]، والنسك: الذبح ، فكما أن الصلاة لله، فهكذا النسك الذبح لله، قال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2] فالنحر لله والصلاة لله.
فالذبح للأصنام أو للأشجار أو لأصحاب القبور، لطلب المدد منهم، أو شفاء المرضى أو ما أشبه ذلك، هذا كله شرك أكبر، لا من جهة الدعاء، ولا من جهة الذبح، فالذي يذبح لهم كالذي يصلي لهم نسأل الله العافية، والميتة تكون حراماً، والذبيحة تكون ميتة وحرام لا يجوز أكلها.
أما مجرد إقامة المولد هذا بدعة، إذا كان مجرد إقامة مولد، الاحتفال بالموالد هذا من البدع المنكرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ويقول ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
فالموالد بدعة ومردودة على من أحدثها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل المولد ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيره من الصحابة، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، هذا شيء لا أصل له في الشرع، والواجب على أهل الإسلام تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول ﷺ واتباع أصحابه، والشر في خلاف ذلك، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].
وقال النبي ﷺ: إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وإذا كان في المولد دعاء الميت، دعاء النبي ﷺ...
https://binbaz.org.sa/fatwas/6746/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A8%D9%87%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A8%D8%AD-%D9%84%D9%87%D9%85