بشارة النبي بـ فتح مصر بأقوى المعارك وانهيار الروم في أفريقيا علي يد عمرو بن العاص
الفتح الإسلامي لمصر وتحقق البشارة النبوية على يد عمرو بن العاص أرطبون العرب وفاتح مصر
يعتبر فتح مصر المرحلة الثالثة من الفتوحات بالنسبة لمحور الدولة البيزنطية، ولقد كانت مسيرة عمرو بن العاص من فلسطين إلى مصر محاذيا البحر، فسار من رفح إلى العريش إلى الفَرما، واستمر فتحه للقاهرة، فالإسكندرية، وهذا يدلنا على موهبته العسكرية، حيث سار في هذا الخط ربما لأنه لم يكن للروم ثقل عسكري فيه كما كان في بلاد الشّام، وربما لأن الدرب كان معروفا لعمرو، فكان تسلسل الفتح كما هو مرتب فيما يلي، مع بيان أوجه الاختلاف والاضطراب؛ حيث لم يخل سير الفتح من اختلاف كما حدث في فتح بلاد الشام.
حين ضم عمرو بن العاص مصر لدولة الخلافة الإسلامية كان عمر بن الخطاب خليفة، للمسلمين وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لأفريقيا ووصفها بأنها مفرقة، أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام، وبعد أن حقق انتصارا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر فأبدى الرفض في البداية ثم وافق بعد ذلك.
وتختلف الروايات الإسلاميَّة والقبطيَّة في سرد حوادث الفتح، لكنَّها تجمع على أنَّ الروم استعبدوا المصريين أثناء حُكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور البيزنطي ومن قبله الروماني، وعُرفت بمخزن غلال روما، وكان اختلاف عقيدة المصريين عن عقيدة الروم سببًا في اضطهادهم من قِبَل الإمبراطوريَّة، فقد اتخذ البيزنطيّون المذهب الخلقدوني الذي ينص على اتحاد الطبيعتين، الإلهيَّة والبشريَّة، في شخص المسيح، اتحادًا غير قابل للانفصام، مذهبًا رسميًّا للإمبراطوريَّة دون غيره، بينما كان المصريّون يأخذون بالمذهب اللاخلقدوني المونوفيزيتي (اليعقوبي)، وقد حاول الروم فرض مذهبهم على جميع الرعايا، فنفر منهم المسيحيّين اليعاقبة، وفضَّلوا الهيمنة الإسلاميَّة كونها تضمن لهم حُريَّة المُعتقد.
المصادر :
تاريخ الطبري - للمؤرخ الإسلامي محمد بن جرير الطبري
الكامل في التاريخ - لابن الأثير جزء الدولة الأموية
البداية والنهاية لابن كثير الجزء السابع
تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي - فصل عمر بن الخطاب رضي الله عنه