من كتاب رحلة وطن وحياة مع الاسلام السياسي محمد كريم العبيدي
من هو محمّد كريم العبيدي؟ ولد محمد كريم العبيدي في تونس 04 أوت 1966. ونشأ في وسط عائلة تقليدية تونسية. عرف هذا الوسط إجتياح «الإسلام السياسي» والذي حلّ بمجيئه الإضطراب الكامل في العائلة. … كريم هو الأخ الأصغر لسميرة العبيدي زوجة القيادي السابق في حركة النهضة صالح كركر. في عائلة وفيرة العدد، تتكوّن من تسعة إخوة وأخوات، كان لمحمد ميل خاص لأخته الكبرى، كانت هي التي اعتنت به. ولكن وبدخول هذه الأخت الى مدارج الجامعة، تغيّرت كليّا وأصبحت لا تنقطع عن ترديد اسم «الله» وهجرت ألوان فساتينها الجميلة. و قرّرت الأخت الكبرى، أن تجعل من أخيها الأصغر «مسلما جيّدا»...زاول تعليمه الابتدائي في تونس ليواصل دروسه الثانويّة في فرنسا، حيث تعرّف هناك على الوسط الشيعي وانخرط فيه. سافر بعد ذلك، إلى كلّ من إيران وسوريا، ليلتحق بدرس علم الأديان «التيولوجيا» ودرس التاريخ. وجد نفسه، نتيجة لذلك، مُنخرطا في الإسلام الشيعي الإيراني ذو الطبيعة السياسيّة. وإثر تحرّره من هذه الإسلام الشيعي الإيراني واصل محمد كريم العبيدي بحوثاً صوفيّة عبر زيارته للعديد من البلدان سعيا وراء المعرفة، حيث تعرّف على الكثير من شيوخ الصوفيّة وفلاسفتها، الذين تلقّن منهم أهمّ دروسه. هاته الدروس التي وجد فيها «إيمانه الخاص» والذي يلخّصه كريم العبيدي في مبدأ واحد وحيد: «حتى حد ما رب حد كل واحد رب نفسه»