هلا نيوز - عمان
في ظاهرة غريبة وغير مألوفة، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي حسابات لفتيات يروّجن لأنفسهن كمطلقات أو أرامل، معلنات امتلاكهن المال والممتلكات، مع بحثهن عن شريك "يقدّر الحياة الزوجية." هذه الظاهرة أثارت موجة واسعة من الانتقادات، حيث اعتبرها كثيرون إساءة لمكانة المرأة دينيًا وعشائريًا، واعتداءً على قيم وأخلاق المجتمع المحافظ.
المثير للجدل في هذه الحسابات أنها تُبرز الجانب المادي بشكل فاضح، مما ينعكس سلبًا على صورة المرأة ويكرّس تصورات نمطية تضر بها اجتماعيًا ودينيًا. كما أن هذه الطريقة في الترويج تقلّل من قيمة المرأة، وتحصرها في إطار مادي بحت، بعيدًا عن دورها الإنساني والاجتماعي الحقيقي. يرى البعض أن هذه الظاهرة لا تقتصر على كونها انتهاكًا للعادات والتقاليد، بل تشكّل أيضًا استغلالًا سلبيًا لمنصات التواصل الاجتماعي التي يفترض أن تكون وسيلة للتوعية والإبداع، وليس لنشر مفاهيم تسيء للأعراف المجتمعية.
عشائريًا، يعتبر الإعلان عن هذه الأمور علنًا أمرًا مخالفًا لما تحث عليه القيم العائلية من حفظ للخصوصية واحترام لظروف المرأة المطلقة أو الأرملة. كما أن الترويج للماديات بوصفها معيارًا لجذب الشريك يضر بالعلاقات الزوجية، حيث يُغفل أهمية بناء الأسرة على أساس القيم المشتركة والاحترام الذي يعزز مكانتهن في المجتمع. هذا يشمل تعزيز احترام المرأة وتقدير دورها بعيدًا عن اختزالها في جوانب مادية أو إعلانات بحث عن شريك، والتي تنعكس سلبًا على صورتها أمام الآخرين.
كما يطالب كثيرون بفرض رقابة أكبر على المحتوى المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الحد من هذه الظواهر التي تتنافى مع الأخلاق والقيم الدينية والعشائرية.