نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له ولا مثيل ولاشبيه لا يحتاج إلى شيء لا يسكن السماء ولا يجلس على العرش، أين الأين فلا أين له وكيف الكيف فلا كيف له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. واعلموا إخوة الإيمان والإسلام أن الإجماعَ قائمٌ على تنزيه الله عن المكان وقد نقل هذا الإجماع الإمام أبو منصور البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق، الذي بيّن فيه عقيدة الفرقة الناجية بعد أن ذكر عقائد ومفاسد فرق أهل الضلال. ففي الكتاب المذكور، يقول الإمام أبو منصور : وأجمعوا - أي أهل السنة والجماعة - على أنه لا يحويه مكان، ولا يجري عليه زمان، على خلاف قول من زعم من الهشامية والكرامية أنه مماس لعرشه، وقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته لا مكانا لذاته، وقال أيضا : قد كان ولا مكان وهو الآن على ما كان