مقال فاطمة ناعوت عن حبيبة بجريدة المصري اليوم
حبيبتان من مصر
أنا حزين إنى م البلد دى!». هذه ليست زفرةَ غضبٍ مما يطلقها الشباب هذه الأيام، ثم يحزمون حقائبهم ويرحلون، أو يُلقون بأنفسهم فى عرض المتوسط، علّ موجةً تلقى بهم على ساحل أوروبىّ تعلّم كيف يحترم مواطنيه، ووافديه، وإن غسلوا الصحون ونظفوا السيارات. إنما هى شهقةُ مرارة من حَلْق رجل مُبتَلى، حمل بين ذراعيه طفلته المحتضرة، شفاها الله، وظلّ يطوف بها طيلةَ سبع عشرة ساعة على مستشفيات «وطنه»، فرفضتها واحدٌ تلو آخر! حرموها حتى من الإسعافات الأولى من وقف نزيف، وتطهير جروح، وتنشيط قلب...
وبالنتيجة تدهورت حالة «حبيبة» خلال الساعات الفاصلة «الغالية» تلك، وضَعُفَ الأمل فى استعادتها بيننا.