كم مرة ستسافرون؟ و إلى متى ستسافرون؟ و إلى أي حلم؟ و إذا رجعتم ذات يوم فلأي منفى ترجعون؟
طيب الله أوقاتكم. كان الإسرائيليون قد استولوا على نحلة في رؤوسهم اسمها لبنان، و في ليلة كهذه قبل تسعة و عشرين عاماً بالتمام و الكمال كانوا يحاصرون مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان اسمهما صبرا و شتيلا. كان المقاتلون الفلسطينيون قد خرجوا ينتشرون في مواقع أخرى للمقاومة تاركين وراءهم أطفالهم و نساءهم و شيوخهم. بعد قليل سيعلمون أن أكثر من ثلاثة آلاف منهم قد ذبحوا عزلاً من السلاح على أيدي عملاء الإسرائيليين في لبنان و جمعت جثثهم جرافات الإسرائيليين كما تجمع القمامة و سويت منازلهم بالأرض. فصل آخر من فجور الإسرائيليين نتذكره الليلة لأن أمة بلا ذاكرة هي أمة بلا مستقبل و نقدمه هدية لأجيال الربيع العربي.