تشهد كولومبيا منذ أكثر من نصف قرن حرباً ضروساً بين قوات حكومية وقوات يمينية شبه عسكرية وعصابات المخدرات ومجموعات يسارية، خلفت أرقاماً مريعة: مائتان وعشرون ألف قتيل، وخمسة وعشرون ألف مفقود وقرابة أربعة ملايين لاجئ. وفي بداية الألفية الجديدة كانت البلاد تعيش أسوأ أيامها، فقد ارتفعت نسبة الاختطافات إلى عدد غير مسبوق وصل إلى 3600 حالة اختطاف سنوياً. وحتى اليوم يُختطف شخص واحد يومياً كمعدل وسطي.
ثلاث سيدات يتمتعن بالعزيمة والإصرار، يناضلن لأجل كولومبيا مسالمة. دانييلا أفيا من العاصمة بوغوتا، هي أشهر مغنية هيب هوب في البلاد. وقد سخرت صوتها ضد الظلم وفي خدمة السلام. وكذلك تيريزا دي جيسوس كاستريلون، أم لأربعة أطفال، أسست في بورتو بيريو، في شمال شرقي كولومبيا، أولى المنظمات لرعاية ضحايا العنف في البلاد. وهي تساعد السيدات بوجه خاص على تجاوز آلامهن ليتعلمن كيف يعشن في ظل الصدمات النفسية التي تعرضن لها. ومن عالم الثقافة والأدب تأتي المعلمة ياميلي أوكامبو، التي تشجع الأطفال والشباب في إحدى ضواحي مدينة مديين على المطالعة، من خلال قراءة الكتب لهم. وبفضل شبكة من المكتبات العامة نجحت في جعل بعض الأماكن آمنة وخالية من العنف، ليعيش الجيل القادم بسلام.