مقدمة النشرة المسائية 31-12-2020 - داليا احمد
"ومرض يقشهّا".. هيك وبلا مقدمات".. لأنها سنةٌ بمئةِ عامٍ وأكثر, تَرحلُ بعد قليل تاركةً وديعتَها لدينا من وباءٍ غيّرَ في تَعدادِ السكان على وجهِ الكوكب سنةٌ بطَعْمِ الموت ووَداعِ الأحبّة وضِيقِ النَفَس.. تتنفّسُ آخِرَ لحظاتِها بِلا ندمٍ عمّا فعلتْه بنا. عشرين على عشرين.. كان هذا هو الوعد, وما إنْ بدأت أيامُها حتى استَنفرَ جنرالاتُها.. فعاشتِ السنة في كَنَفِ جائحةٍ هَدَرتِ الوقتَ والدَم فلترحل, خُذُوها عَنّا.. وبلاها "رفعُ أقواسِ النصر" وإطلاقُ المفرقعات وزينةُ العامِ الجديد. اثنا عشَرَ شهراً تحكّمت بمصيرِ البشرية فعَيّنت جنرالاً اسمُه كورونا أَشرفَ على قَصِّ الأعمار والإعداماتِ الجماعية فمَن مثلَها يؤسَفُ عليه؟ سنةٌ قضيناها في المختبراتِ التحليلية.. وخاضَ العالمُ حرباً عالميةً ثالثة ورابعة بسلاحِ S-Corona الفتّاك.. تلكَ المنظمومةِ التي فاقت أنظمةَ السلاحِ المتطور لدى أقوى الجيوش سنةٌ ونحن تحتَ رحمةِ هذا الغولِ الكاسر.. نَنتظرُ وقفاً لإطلاقِ النار بصفْقةٍ من لَقاح ومَن ينسى.. أصواتَ ووهان الأولى.. مستشفياتِ إيطاليا التي أُدخلت العنايةَ الفائقة.. ومُدناً فُقِدَ بريقُها لتَستقِرِّ على الإقفالِ التام "وستين سنة ما ترجع" لأنّ العالمَ يحتاجُ إلى قرنٍ من الزمن قبل أن ينسى أوجاعَ عامِ ألفين وعشرين ولبنان ضِمناً.. كانت أوجاعُه مضاعَفة وأكثر، لأنه تعاقدَ معَ رِزمةِ كوارثَ بالتوازي مع كورونا.. فكان بلداً بجوائحَ متعددة فهل أحبّنا الله إلى هذه الدرجة كي يَبتلينا؟ وإبلاءٌ يَجُرُّ ويلاتِه للعامِ المقبل بالشخوصِ والرموزِ نفسِها والقياداتِ والفاعلين والمتسبّبين وفُروعِهم وهؤلاء يَنتقلونَ معَنا إلى التصفياتِ النهائية في عامِ واحدٍ وعشرين بكلِ ويلاتِهم، من دونِ أن تَسقُطَ عنهم جرائمَهم بسقوطِ عامِ عشرين وببساطة لأنّ أفعالَهم تُرافقُهم إلى السنة الجديدة.. وتُطبَعُ على خِدْماتهم علاماتُ التفجير معَ تُهمِ التقصيرِ والإهمال وارتكابِ أفعالٍ توزاي التطهيرَ البشري وبحفلِ التسلُّمِ والتسليم فإنّ الأدلةَ الدامغة تَبقى ثابتةً ولا تتغيّر، وتاريخُها الرابع من آب المرصّع بضحايا مدينةِ بيروت والمحفور في قلوبٍ وبيوت ولن تَسقُطَ جريمةُ بيروت من الذاكرة وإنْ كان مرتبكوها قد اقترفوا جرائمَ لا يَطالُها قضاء ونحنُ على مواعيدَ معَهم.. معَ سلطةٍ منتهيةِ الصلاحية.. وطبقةِ الإثراء غيرِ المشروع.. فِرْقةِ الوَرَثة السارقين الخارجين عن القانون والذين حَمتْهم طوائفُهم المذهبية نحنُ على موعدٍ لكسرِ احتكارِ جُمهوريةِ المعايير والثُلُثِ المعطل.. وبلادٍ أصبح فيها المستشار صاحبِ قرار ويَعُزُّ علينا أن يَصِلَ في العامِ المقبل لَقاحُ كورونا من دونِ أن تَصِلَنا "روشتة" وصفةِ المعايير التي "فلقوا" اللبنانيينَ بها وفي عامٍ يُفترضُ أن يَحمِلَ العلاج، فإنّ أهلَ هذا البلد لن يَنخدعوا بعد اليوم بميزانِ الحرارة السياسي.. ولن يكونوا أداةَ تلحيمٍ وفرمانات ووصايا تأكُلُ وتشرب على حسابِهم ويَكفيهم أنّ حساباتِهم ووادئعَهم قد أصبحت في خبرِ كان ولم تعد #بخير_وسلامة ولأنّ الخَسارات في هذا العالم كانت كبيرةً ولا تُحصى، فقد اختارت قناةُ الجديد التعويضَ ولو بيومٍ واحد.. #خلي_عينك_عالجديد كان فرصةَ ساعاتٍ راكمت خلالَ نهارٍ وا