معَ اقترابِ الثامنِ مِن شُباطَ بدأ تداولُ افتتاحٍ جُزئيٍّ للبلد وتخفيفِ قيودِ الإغلاقِ العامّ فيما الإغلاقُ السياسيُّ لا يزالُ خاضعًا لحالةِ طوارىءَ وذَرفِ دموعِ البيانات وتتوزّعُ تدابيرُه على مفردٍ لعون و"مجوز" لباسيل يومٌ يدافُع فيه ميشال عن جبران وفي اليومِ التالي يتشكّلُ رئيسُ التيارِ في جبهةِ دفاعٍ عن رئيسِ الجُمهورية وآخرُ المواقفِ ما أعلنَه تكتّلُ لبنانَ القويّ الذي كان قويَّ الملاحظة فالتقطَ وجودَ حملةٍ مُبرمجةٍ لتحميلِ الرئيسِ والتكتّلِ مسؤوليةَ عرقلةِ تأليفِ الحكومةِ بالحديثِ عن المطالبة بثُلثِ عددِ الوزراء زائد واحد وقال إنّ هذا مُنافٍ للحقيقةِ معَ أنْ لا شيءَ يمنعه سِوى أنّ الحكومةَ المفترضةَ هي حكومةُ اختصاصيينَ لا سياسيين. وتثبيتًا لمطالبتِه بالثلثِ المعطّل قال بيانُ التكتّلِ إنه يرفُضُ رفضاً قاطعاً ما يرّوجُه فريقُ الرئيسِ سعد الحريري من أن دورَ رئيس ِالجمهوريةِ هو إصدارُ مرسومِ تشكيلِ الحكومة لا المشاركةُ الكاملةُ في عمليةِ التشكيلِ شكلًا وأسماءً وحقائبَ وعدداً.
وبموجِبه فقد أصبحنا أمامَ مطالبَ شكلاً وحقائبَ وأسماءً وعددًا تتضمّنُ ثلثاً معطِّلاً وهي سِمةٌ طبَعَت ما قبلَ عهدِ ميشال عون وصولاً إلى تاريخِ اليوم . فلأجلِه رُهِنت رئاسةُ الجُمهورية بفراغٍ سنتينِ ونِصفَ سنةٍ قبلَ أن يشربَ نَخبَ الرئاسة . أما الاستشاراتُ وتأليفُ الحكومات في عهدِه فقد قَضَمَت من عُمرِ اللبنانيين سنةً وثلاثة أشهرٍ كانت عبارةً عن فراغٍ حكوميّ وذلك ضمن اربع سنوات من ولاية تمتد الى ستة اعوام
واستنادًا الى تجرِبةٍ كانت من داخلِ التكتّلِ يوماً قال النائب فريد هيكل الخازن إنّ هذا الفريقَ تاريخياً يلجأُ الى أُسلوبِ التعطيل وهو يراهُ أسلوبًا ناجحاً أوصله الى الرئاسةِ ومطالبَ ومكاسبَ ضِمنَ حملةٍ شاملة أحياًنا يكونُ عنوانُها حربَ الغاءِ أو إصلاح وتغيير أو حقوقَ مسحيين وأثبتتِ التجرِبةُ معهم أنّ هذا الأسلوبَ كان مثمراً ويا لَلأسف.
وفي كلام ٍلكتلةِ التنميةِ والتحرير قال النائب ياسين جابر للجديد إنّ المطلوبَ مِن رئيسِ الجُمهورية تحويلُ قصرِ بعبدا إلى خليةِ عملٍ لتشكيلِ حكومة وإنّ مِن غيرِ المقبول الإصرارَ على ثُلُثِ "التعطيل" كي لا يتمكّنَ أحدٌ مِن التحكّمِ بقراراتِ الحكومةِ المقبلة وقال جابر إنّ النائبَ جبران باسيل وفي اخرِ مؤتمرٍ صِحافيٍّ له لم يتحدثْ عن الحكومِة بل طالب بطاولةِ حوار ذلك لأنْ لا مكانَ له يجلِسُ فيه على طاولةِ الحكومة فلجأ الى الحوار
وفي حصيلةِ هدرِ الوقت والاقفالِ السياسيّ والمنافذِ المغلقةِ حكوميًا وحجبِ المساعداتِ عربيًا وغربيًا فإنّ البوابةَ الوحيدةَ التي تسرّب منها النور جاءت من دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة التي استجابت مشكورةً لوساطةِ اللواء عباس ابراهيم وأفرجت عن دُفعةِ موقوفين لبنانيين لديها عادوا اليومَ الى بيروت .
ثلاثةَ عشَرَ لبنانيًا بينهم تسعةٌ عادوا الى بيروت في انتظار استكمال مبادرة ابراهيم للافراج عن سبعةَ عشَرَ آخرين .
وحدَها نُقطةُ تحرّر خرقت الازماتِ اللبنانيةَ الممتدة صِحيًا وسياسياً واجتماعيًا
وقد عمل على خطوطِها لواءٌ اختبر تِقْنيةَ التفاوض ولم تكن لتتحقّقَ مِن دون استجابةِ السلطات القضائية والسياسيةِ في دولة الامارات العاملة على اقفال ِهذ