دخلتِ البلادُ عملياً غرفةَ الطوارىءِ الصِّحية لالتقاطِ النفَس فيما وُضعتِ الحكومةُ في غرفةِ الإنعاش بلا جِهازِ تنفسٍ يُحيي تشكيلَها وهو رَميم. وإذ سَجّل يومُ الإقفالِ الأولُ نجاحاً في الالتزامِ من دون خروقٍ تذكر فاللوك داون السياسيُّ نجح بدرجةِ امتياز والتباعدُ صار مَسافةَ سفرٍ بينَ رئيسِ الجُمهورية والرئيسِ المكلّف.
نتائجُ الحَجرِ العامّ مرهونةٌ بخواتيمِها بعد عشَرةِ أيام لكنّ العزلَ المفروضَ على التأليفِ مِن بابِ الدفاعِ عن حقوقِ المسيحيين يُحتِّمُ اللجوءَ إلى فرضِ حَجرٍ على المعطِّلين. وبحُسنِ النيةِ في تقديمِ النصيحة ليس على رئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحرّ جبران باسيل إلا أن يَكُفَّ عن افتعالِ "الصُّداعِ " السياسيِّ لرئيسِ الجُمهورية كي لا يُضطَرَّ الى إجراءِ مزيدٍ من فحوصِ التصويرِ الطَّبَقيِّ لمعرفةِ أسباب " وجعة الرأس".
الشعبُ مرغمُ لا بَطلٌ في التزامِ الإقفالِ العام وسلطتُه التشريعيةُ اقتَرفت جريمةً بحقِّه من بابِ سُوءِ التعاملِ معَ الوباء وهي أَهدرت أشهراً كي تُقِرَّ غداً قانونَ استيرادِ اللَّقاح علماً أنَّ اللَّقاحَ وفي حالِ حصولِه على موافقةٍ طارئةٍ من مُنظمةِ الِصحةِ العالمية ومِن إدارةِ الغِذاءِ والصّحةِ في الولاياتِ المتحدة يَفرِضُ على أيِّ دولةٍ تريدُ استخدامَه القيامَ بإجراءاتٍ قانونيةٍ لتسلّمِه وهو ما لم يقُم به المعنيونَ وتركوا أمرَ إقرارِ القانونِ ليتداركوا خطرَ مرورِ الوقتِ في رُبعِ الساعةِ الأخير.
وتلك لكمةٌ سدّدها وزيرُ الصِّحةِ السابقُ كرم كرم في وجهِ سلطةٍ قال إنها فاشلة واتّهمَها بارتكابِ جُرمٍ ثانٍ بعدَ انفجارِ الرابعِ مِن آب
ومثلما تَفرِضُ مِنصةُ التشريعِ لاستخدامِ لَقاحِ فايزر ضرورةً قصوى في الحصولِ على لَقاحاتٍ متعددةٍ لتطعيمِ أكبرِ عددٍ من اللبنانيين فإنّ أولياءَ أمرِ التشكيل مطالبونَ باستخراجِ لَقاحٍ ضِدَّ عدوى تحصيلِ الحِصصِ تحتَ مسمّى حُماةِ الديارِ المسيحيةِ بهدفِ إلغاءِ بقيةِ القُوى من الطائفةِ نفسِها فالعملُ لتأليفِ حكومةِ إنقاذٍ لكلِّ الوطن بات يستلزمُ عنايةَ غيرِ فائقةٍ لا الهيمنةَ بذريعةِ الثُلثِ الضامن أما الشعاراتُ المتهالكةُ مِن قبيلِ حمايةِ الحقوق فقد انتهت صلاحيتُها وخُطةُ إحراجِ الرئيسِ المكلّفِ بغيةَ إخراجِه لم تؤتِ نتائجَها لا في الصرحِ البطريركيّ ولا عند زعماءَ مسيحيين وبات من شِبهِ المؤكّدِ أنّ رئيسَ الجمهورية وظِلَّه رئيسَ التيار دخلا في عزلةٍ حقيقية بعدما تسببا في حظرِ تَجولٍ سياسيٍّ على التأليفِ ومندرجاتِه
والعزلةُ بالعُزلةِ تُذكرُ معَ طباعٍ متمردةٍ تحمِلُ الجيناتِ عينَها من هنا الى ما وراءَ البحارِ حيث يشتدُّ الطوقُ حولَ الرئيسِ الاميركيِّ ذي الايامِ المعدودةِ دونالد ترامب
وقراراتُ المحاكمة لم تقتصر على اميركا وحدها اذ اعلن العراق وبمباركة إيرانية أن مجلس القضاء الأعلى أصدر مذكرة لإلقاء القبض على ترامب بتهمة القتل. وحتى يوم الأربعاء الكبير لحظة التنصيب فإن قرار محاكمته الصادر عن مجلس النواب اقعد حركته وكف يديه عن استخراج قانون عفو عن نفسه لتبدأ الولايات المتحدة عهداً جديداً اقل جنونا في الداخل وتجاه الخارج والأهم أن لا عفو عما مضى.